الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل صلاة واتم تسليم اما بعد :
اخواني الاعزاء
احيكم بتحية الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اريد ان اتكلم اليوم عن موضوع قليل من يفعله في الشدائد والابتلاء
وقليل
من يفعله
في فعل الطاعات
وقليل من يفعله اذا اتته المعصية
وخاصة اذا كان لوحده
اتعرفون ماهو هذا الشيء ؟
انهو الصبر وما ادراك ما الصبر
اخواني احبابي ان الصبر لا يفعله الا من كان قوي الايمان
لا يخاف الاالله
اعلم اخي انك اذا كنت من الذين صبروا فانك من الذين اختصهم الله باالاجر العظيم فلقد قال تعالى في كتابه:
(إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم
مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ )
ولقد وصى بصبر الرسول الامين اذ قال:عن أبي يحيى صهيب بن سنانٍ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن كله له خير، وليس ذلك
لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر
فكان خيراً له) رواه مسلم
نعم اخواني انهو الصبر والصبر اخواني الاعزاء لهو انواع كثيرة
وسنتكلم في كل نوع بمافيدكم ويسركم باذن الله
واول نوع سوف نتكلم عنه هو :
الصبر في الاقدار:
وللاسف فكثير من الناس اذا اتتهم مصيبة يتجزع ويتسخط
بل قد يدخل في امور شركية والعياذ بالله
واان الواجب على المسلم انه اذا اتته مصيبة يقول لاحول ولاقوة الا بالله ولقد قال تعالى :
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ سورة البقرة الآية 157
ولكن اغلب الناس عكس ذالك تماماً واعلم اخي يامن تسخط
عند المصيبة ان الله توعد الذين تسخطوا على اقدار الله
ولقد حذر منها هذا الفعل الرسول صلى عليه وسلم اذ قال
ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب
ولكن الله قد وعد الذين صبروا باجر عظيم ومغفرة قالى تعالى في كتابة العزيز:
وبشر الصابرين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
وقال تعالى:
)ولا نبلونكم بشيء من الجوع ونقص من الاموال وبشر الصابرين)
نعم اخواني فكونو من الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ان لله وانا اليه راجعون
واما الان فلنذهب الى النوع الثاني الا وهو :
الصبر عند المعصية
الا والله للكلام يتولى حول هذا النوع ولطالما سمعتم اخواني عن هذا النوع في المحاضرات وفي الاشرطة الى اخره من وسائل الاعلام
ولكن!!
هل اثرت فينا هذا المواعض والمحاضرات
للاسف لا
لهذا اخواني لابد ويجب علينا ان نكون
متنبيهين لهذا الشيء لأهميته وخطورته على المشتمع المسلم
اخي الحبيب هل انت اذا اصبحت لوحدك وباب بيتك مغلك والنوافذ مغلقة والستيار مغلقة
وباب غفتك مغلق ومن سابع المستحيلات ان يراك احد وانت على الجهاز المحمول او اي جهاز كان
والفتنة موجودة كيف يكون حالك
هل ستذهب وتنخدع وراء الشيطان والفتن؟
ام ستقول اني اخاف الله رب العالمين؟
انت المقرر
اسمعني اخي وارعي لي اذنيك
واسمع ماذا قال جبار السموات والارض الذي اذا شاء ردعك وخسف بك الارض وادخلك ناراً شديدٌ لظاها اذا كنت تتعدى على حرماته وحدوده
اسمع ماذا قال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴿٦﴾
لهذا اخواني في الله انتبهو من هذا الامر الخطير
وساختم كلامي عن هذا النوع بامور تساعد على عدم الوقوع بهذا الامر
أورد ابن القيم رحمه الله عدة أمور في كتابه دار الهجرتين ومفتاح در السعادتين .
. علم العبد بقبح المعصية .
2. الحياء من الله .
3. مراعاة نعمة الله عليه لأن الذنوب من أوائل أسباب زوال النعم .
4. خوف الله وخشية عقابه .
5. محبة الله وهي من أقوى الأسباب .
6. شرف النفس وأنفتها .
7. قوة العلم بسوء عاقبة المعصية .
8. قصر الأمل في الحياة الدنيا .
9. مجانبة فضول المطعم والمشرب .
10. ثبات شجرة الإيمان في قلب العبد .
ولعل من أهم الأسباب الدعاء واللجوء إلى الله بتضرع وتذلل بأن يحفظنا من كل سوء ومعصية وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان .
قولوا آمين
واما الان فسوف اتكلم عن النوع الاخير
وهو النوع الذي اختص به اولو التقى الذين
باذنه سبحانه سيكونون من اهل الجنة
اتعرفون ماهو
هو الصبر على الطاعة
اعلمو اخواني الاعزاء ان هذا الامر الذي هو الذي خلقنا من اجله وسندخل الجنة باذن الله لاجله
ويجب علينا ان نكون صابرين لاجله لكي ننعم في جنة عرضها كعرض السموات والارض
اخواني اسمعوا كلام العزيز المنان سبحانه عن هذا الامر:
(وَلَنَجْزِيَنَّ
الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
وقال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
نعم اخواني في الله ان الذين اذا كانوا من الذين صبروا على الطاعة
ويقدمون الطاعة على الملهيات
فاولئك الفائزون حقاً
ويجب علينا ان نكون مع اصحاب التقى و اصحاب القرآن
فلقد قال تعالى في سورة الكهف :
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )
اللهم يارب العالمين اجعلنا منهم
اخواني الاحباب لا اريد ان اطيل عليكم
ولكن سأختم هذا الدرس بشعر ربما لايكون
حول موضوعنا ولكنه تكلم عن بعضه
ألا أيُها المُستنيرُ الأريب [1] ثباتًا وصبرًا فأنت غريب
فبالصبرِ يُرجى بُلُوغُ المُنى [2] يَطِيبُ به العيشُ حقًا يَطِيب
وفي ذاتِ ربِّكَ جَاهِد عِداك [3]وخُذْ مِنْ مَرَاقي العُلا بِنَصِيب
بِعَزمٍ شديدٍ يُلِينُ الحديد [4]ومحوِ اليقينِ لشكٍ مُريب
وخُضْ في رضا اللهِ بحرَ الخُضُوب [5]وأقبِلْ عليهِ بقلبٍ مُنيب
بذلك تَحيا رفيعَ الجناب [6] وأنت مَصُونٌ مَنِيعٌ مَهِيب
وربّي على كلِّ شيءٍ حفيظ [7] وربّي على كلِّ شيءٍ رقيب
ومن آمنوا قد دعاهُم إلى [8]حياةٍ تدومُ فهل من مُجِيب
صروفُ الزمان تَرومُ الفتى [9] فتُخْطِئُهُ تارةً وتُصِيب
فكُنْ في الشدائدِ ذا همّةٍ [10] وصبرٍ جميلٍ وصدرٍ رَحِيب
وَنَفَسَكَ واصبر لكلِّ كريهٍ [11] أعِدَّ الجَهَازَ لِيَومٍ عَصِيب
فذو الرفضِ يُوقدُ نارَ المجوس [12] ويَبغِي الفسادَ بخبثٍ عَجيب
ومكرٍ يبورُ بإذنِ الإله [13] وكيدٍ وحقدٍ وسعيٍ يَخِيب
وسفكِ الدماءِ وقطعِ السبيلِ [14] وكلِ عظيمٍ وأمرٍ مَعِيب
عدوٌ لِمن آمنوا واتقوا [15] حليفُ اليهود وأهل الصليب
ومُبغِضُ صحبِ نبيّ الهُدى [16] وللمشركينَ وليٌ حبيب
فيا رافضياً طغى وبغى [17]وداؤكَ مستفحلٌ في دبيب
فنعمَ الدواءُ سهامُ الردى [18] وربُّ البرياتِ نعمَ الطبيب
سيعلمُ ذو الرفضِ مقدَاره [19] بمشهدِ صدقٍ يُبِينُ المَغِيب
ويذكر مصرعَ أسلافهِ [20] ببدرٍ ومصرعَ أهلِ القليب
ويَلقَى وقَائعَ من قد بغوا [21] يشيبُ لها المرءُ قبلَ المشيب
فصابر وبالوعد ثق يا أخي [22] فَنَصْرُ الإلهِ قريبٌ قريب
واما الان اخواني لا يسعني الا ان اقول
اللهم اجعلنا من الذين صبروا عند الطاعة وعند المعصية وعند الابتلاء
ان اخطائنا فمن انفسنا والشيطان
هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
