قصيدة ريحانة القلب للشاعر المخضرم "عبد الرحمن العشماوي"
نبذة قصيرة عن الشاعر
عبدالرحمن العشماوي شاعر إسلامي كبير خرج بالشعر الإسلامي من الظلام إلى النور وأعاد إليه بريقه ورونقه في عصر الغناء والطرب ولذلك نال شهرة كبيرة في الوسط الإسلامي وسينال بإذن الله تعالى أجراً عظيماً من الله عز وجل فالعشماوي هو صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة وهو صاحب الأسلوب الحماسي الذي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده التي تبكي حسرة على ما آلت إليه أمورنا وهو في نفس الوقت يشحذ الهم ويتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد
القصيدة
حسبي من الهّم أنّ القلب ينتحبُ *** وإن بدا فرحي للناس و الطربُ
مسافرٌ في دروب الشـوق تحرقني *** نار انتظاري ووجداني لها لهب
كأنني فـارس لاســـــيفَ في يده *** والحرب دائرة والناس تضطرب
أو أنني ُمبحـر تاهـــت ســــفينته *** والموج يلطم عينيها وينسحب
أو أنني ســـــــالكُ الصحراءِ أظَمأه *** قيظٌ ، وأوقفه عن سيره التعب
يـمد عينيه للأفق البــعـيد فـمــــــا *** يبدو له منقذ في الدرب أو سبب
يا شاعرا ما مشت في ثغره لــغةٌ *** إلا وفي قلبه من أصلها نسب
خيول شعرك تجري في أعنّتهـــــا *** ما نالها في مراقي عزّها نصب
ريحانةَ القلب عين الشعر مبصـــرةٌ *** وفجرنا في عروق الكون ينسكب
وأنت كالشمس لولا نورُها لطــغى *** ليل المعاناةِ وازدادت به الحُجب
يا من أبى القلبُ إلا أن يكون لها *** وفـيه مأوى لعينيها ومنقلب
الله يكتب يا ريــــــحانـتي فــــــإذا *** أراد أمضى وعند الناس ما كتبوا
لو اجمعَ الناسُ أمراً في مساءتنا *** ولم يُقدّر لما فازوا بما طـلبوا
ريحانةَ القلب روح الحب ســــاميةٌ *** فليس ُيقبل فيها الغدر والكذب
ليس الهوى سلعةً ُتشرى على ملأٍ *** ولا تباع ولايأتي بها الغَلب
قد يعشق المرءُ من لامالَ في يـــــده *** ويكره القلبُ من في كفّه الذهب
حقيقةٌ لو وعاها الجاهلون لــــــما *** تنافسوا في معانيها ولااحتربوا
ما قـيمة الناس إلا في مبادئـــــهم *** لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب
يارب تكون عجبتكم