تَعَاظَمَ فِي مَسَامِعِهِ النّدَاءُ ....... فَأَقْنَـعَ ثُمَّ بَـادَرَهُ البُكَـــاءُ
وَلَمْلَمَ نَفْسَهُ عِنْدَ احْتِضَارٍ ...... بِهِ الأَحْلاَمُ يَنْهَشُهَا الشّقَاءُ
وَسَارَ بِهَا إِلَى مَاضٍ تَرَدَّى ....... مَعَ الآلاَمِ لَيْسَ لَهُ انْتِهَاءُ
لِيَجْتَرَّ المَوَاقِفَ ذِكْرَيَاتٍ ....... يُسَاقُ إِلَى مَقَابِـرَهَا الرَّجَاءُ
فَلاَ أَمَــلاً تَبَقّى فِي اكْتِمَالٍ ..... يَسُوغُ غَدَ المُرِيدِ كَمَا يَشَاءُ
وَمَا فِي القَلْبِ قُدْرَةُ مُسْتَمِيتٍ ... . يُرَابِــــطُ عِنْدَ مَدْخَلِهِ الفِدَاءُ
نِدَاءٌ قَدْ تَعَـالَى رَغْمَ صَمْتٍ ...... وَلاَ أَرْضٌ تُجِيبُ وَلاَ سَمَاءُ
أَكُفٌّ تَسْأَلُ الأَقْـدَارَ فَتْـحًا ...... تَوَرَّمَ فِي مَكَاسِبِهَا الدُّعَــاءُ
وَقَلْبٌ فِي الهَوَى يَتْلُو كِتَابًا ...... وَمُعْظَمُهُ مِنَ التَّقْـوَى خَوَاءُ
يَكَـادُ السّرُّ يَبْدُو فِي اعْتِلاَلٍ ...... إِذَا مَا القَوْلُ غَادَرَهُ الحَيَــاءُ
فَكَيْفَ قُبُولُهُ فِي الأَرْضِ يُرْجَى ... .. وَكَــمٌّ مِــــنْ مَرَامِيهِ ادِّعَاءُ
وَلَمْ يَعْمَدْ وَلَكِنْ عَجْــــزُ فِكْرٍ...... تَكَاثَرَ فِي مُنَـــــاهُ الْكِبْرِيَاءُ
نِدَاءٌ قَدْ سِمِعْنَـــاهُ حَيـَـارَى . .. وَإِنـَّـا وَالأَصَمُّ لَـهُ سَـــــوَاءُ
إِذَا لَمْ نَسْتَطِعْ لِلْحَقِّ نَصْــرًا ..... فَإِنَّ النَّفْسَ يَلْــــزَمُهَا الدَّوَاءُ
جِهـَـادٌ دَائِمُ الصَّوْلاَتِ صَعْبٌ ..... لـَـــــهُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ اِبْتِدَاءُ